وجاءت سكرة الموت بالحق ________________________________________
الموت
الحمد لله المبدئ المعيد المحيى المميت الفعال لما يريد القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير.
وأشهد ان لا اله الا الله سبق بالآجال علمه و نفذت فيها إرادته و ان
محمداً رسول الله الذى كانت حياته المثل الاعلى فى مكارم الاخلاق
و جلائل الاعمال اللهم صلى عليه و على آله و صحبه الذين ايقنوا
بالموت فعملوا ، و خافوا الحساب فأمنوا العذاب .......أما بعدقال الله تعالى :
(( تبارك الذى بيده الملك وهو على كل شئ قدير * الذى خلق الموت
والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا و هو العزيز الغفور ))الملك 1*2
لا مفر من الموت
إن أكبر واعظ هو الموت الذى قدره الله على خلقه وكتبه على عباده
وانفرد جل شأنه بالبقاء و الدوام فما من مخلوق مهما امتد أجله
و طال عمره إلا و هو نازل به و خاضع لسلطانه .[color=green]قال تعالى :or=red]](( كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون ))العنكبوت 57
الموت حتما لا محيص عنه ، و لا مفر منه ، يصل إلينا فى بطون
الأودية و على رءوس الجبال و فوق الهواء وتحت الماء و فى الحصون المنيعة قال تعالى :
(( أينما تكونوا يدرككم الموت و لو كنتم فى بروج مشيدة ))
ولن ينجو من الموت أحد ابداً مهما كان قوى اوذو نفوذ و لو نجا أحد من الموت فأين عاد و ثمود وفرعون ذو الأوتاد ؟؟؟؟
أين الأكاسرة و القياصرة ؟؟؟؟
أين الجبابرة و الصناديد ؟؟؟؟
فالموت لا يخشى أحداً و لا يبقى على أحد ينتزع الطفل من حضن أمه ، و يهجم على الشاب الفتىّ ،و الفارس القوى ، و الشيخ الهرم و الشيخة الفانية .
أسرار الموتالموت على وضوح شأنه و ظهور آثاره سر من الاسرار التى حيرت الالباب و أذهلت العقول فأنت ترى الشاب الممتلئ صحة و عافية قوى البنية سليم البدن فى لحظة يسيرة قد أصبح جثة هامدة و صار جسماً بلا حراك به فذهب ذلك الشاب و تلاشت تلك القوة و تعطلت حواسه و خرس لسانه و قد يكون هذا الشاب عالماً أو جاهلاً ، صالحاً أو فاسداً ، طائع لله أو عاصى ، و لكن هيهات ان يمنع ذلك ان يقبض إذا أنقضى عمره و حضر أجلهقال تعالى:
(( فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة و لا يستقدمون ))النحل 61
ما أقرب الموت ! ما أقرب الموت !كل يوم يقترب الموت منا و نحن نقترب منه ، و ليس بيننا و بينه الا أن يبلغ الكتاب أجلة فإذا نحن فى عداد الاموات ، فما الاعمار فى الحقيقة الا مصباح يضئ ثم ينطفئ بلا أنذار أو تحذير .
فالموت كلمه ترتج لها القلوب و تقشعر منها الجلود و ما ذكر فى قوم الا ملكتهم الخشية و أخذتهم العبرة و أحسوا بالتفريط و شعروا بالتقصير فندموا على ما مضى و أنابوا إلى ربهم .
أما نسيان الموت هو الضلال المبين و هو البلاء العظيم ، فما نسى الموت أحد ألا طغى و ما غفل عنه إنسان ألا غوى .
عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (أكثروا من ذكر هادم اللذات )) يعنى الموت
رواه الترمذى وقال حديث حسن
الموت الفجأه
موت المفاجئ اصبح كثيراً هذه الأيام فهو من علامات يوم القيامه و هو من أكثر العبر و المواعظ التى يمكن أن تؤثر فينا ، و تذكرنا بسنوات العمر التى تمر سريعاً من بين أيدينا و نحن فى لهو و لعب بعيداً عن ذكر الله و بعيداً عن طاعته وأعمارنا تجرى و نحن لا نعرف متى يأتى اليوم الذى نموت فيه؟؟؟ لا نعرف ما هى الخاتمة التى سوف نموت عليها ؟؟؟ هل هى خاتمة حسنه أم خاتمة سوء؟؟*********************************
سوء الخاتمة
وكم رأينا من أخواناً واخواتاً لنا كانوا معنا فى نفس الدرب درب الإيمان و درب الله و كانوا من الطائعين الصالحين و فجأة غرتهم الدنيا و فتنهم شبابهم و مالهم و حادوا عن طاعة الله و الامتثال لأوامره و ساءت أحوالهم مع الله و جاءهم الذى ينزل على الأنسان بدون أذن أو أنذار ألا و هو الموت و قبضوا وهم على معصية و هذا ينذر بسوء الخاتمة .**********************************
حسن الخاتمة
وكم رأينا أخواناً و أخواتاً كانوا عاصين لله حادين عن درب الله و غير أخذين بأوامره ، و لكن هداهم الله و منّ عليهم بالرجوع أليه قبل فوات الأوان ، و رجعوا ألى الله و تابوا التوبة النصوحة التى لا رجوع فيها و جاءهم الموت فجأة و ماتوا وهم على طاعه لله و لرسوله رغم ما مضى من حياتهم كانوا يعشون فى ضلال و لكنهم تابوا و صدقوا فى توبتهم قبل الموت و ختم لهم ربهم بحسن الخاتمة .
من أقوال سلفنا الصالح
و السلف الصالح كانوا لنا أسوة حسنه فقد كانوا يكثرون من ذكر الموت فكان هذا يساعدهم على الجد فى طاعة الله و البعد عن سخطه استعداداً للموت و ما بعد الموت .فعن ابن عمر رضى الله عنهما قال : أخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم بمنكبى فقال : (( كن فى الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل ))
رواه البخارى وكان ابن عمر رضى الله عنهما يقول :
(( إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح ، و إذا أصبحت فلا تنتظر المساء، و خذ من صحتك لمرضك و من حياتك لموتك ))
قال سعيد ابن الجبير :الدنيا متاع الغرور إن ألهتك عن طلب الآخرة ، فأما إذا دعتك إلى طلب رضوان الله فنعم المتاع و نعم الوسيلة .
قال لقمان لأبنه :يا بنى إنك قد أستدبرت النيا من يوم نزلتها و استقبلت الآخرة ، فأنت إلى دار تقترب منها أقرب من دار تتباعدها .
و قيل لأبن ادهم :بم وجدت لزهد فى الدنيا ؟قال : بثلاثة أشياء :
رأيت القبر موحشاً و ليس معى مؤنس و رأيت الطريق طويلاً و ليس معى زاد ، و رأيت الجبار قاضياً و ليس معى حجة و لا من يدافع عنى .
الاستعداد للموت
علينا جميعاً الاستعداد للموت بالأعمال الصالحة و بطاعة الله و رسوله فنحن لا نعلم متى ينزل علينا الموت فالموت يأتى فجأة
فيجب أن نستعد و نعمل و نجتهد فى طاعة الله و نعمل دائماً لآخرتنا ، فأن الغفلة قد أستحوذت علينا فى هذة الأيام و أشتغلنا بحطام الدنيا من جمع للأموال و البحث عن السلطة و الجاه و أرضاء الشهوات حتى نسينا الموت و أهوال يوم القيامة و غرنا بالله الغرور .
فاتقوا الله ربكم و أعلموا أن الدنيا غرارة غرور ما فيها ، فانية فان ما عليها ، فاعملوا للحياة الباقية و اعلموا أنكم ميتون و أنكم على رب العزة ستعرضون ، و الانسان العاقل الرشيد عليه أن يتحرز بطاعة الله عن مساخطه و يتدارك أمرة قبل أن ينزل عليه سلطان الموت فلا تقبل منه توبه و لاينفع له عمل .
جزاكم الله خيراً
الإثنين ديسمبر 10, 2018 11:58 am من طرف احمد خليل الجميل
» شرح كامل لمنهج اللغة العربية
الأربعاء أكتوبر 03, 2018 3:44 pm من طرف احمد خليل الجميل
» كيفية إحياء ليلة النصف من شعبان
السبت مايو 21, 2016 4:17 am من طرف ارتواء نبض
» اليوم العالمي للمرأة
الأربعاء مارس 09, 2016 1:03 am من طرف ارتواء نبض
» همسة إيمانية لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد
الأحد ديسمبر 13, 2015 12:59 pm من طرف ارتواء نبض
» ما حكم ضرب الأطفال
الأحد نوفمبر 22, 2015 5:05 pm من طرف ارتواء نبض
» درس نموذجى
الأربعاء أكتوبر 21, 2015 2:18 pm من طرف سهير عايد رزق
» ورشة عمل كيمياء
الأربعاء أكتوبر 21, 2015 2:14 pm من طرف سهير عايد رزق
» اجتماع موجهىعموم التربية الزراعية
الأربعاء أكتوبر 21, 2015 2:07 pm من طرف سهير عايد رزق