رسالة الى ابنتي التي تخطت سن الطفولة
بدأت ابنتي تخطر في طريق مغادرة الطفولة نحو عالم المراهقة
ستبلغ الثانية عشرة بعد أشهر قليلة
وقد ارتأيت ان أوجّه خطابا لها ولإخواتها ذخرا لي عند ربي , وموعظة لمثيلاتها من الفتيات ...أقول أني ارتأيت ان أوجه لها من خلالكم سلسلة خواطر قصيرة بعنوان:
لأ يا بنتي.. ونعم يا بنتي
لم كانت الخواطر؟
لأني أجد ان المواضيع التربوية أصبحت متشعبة وطويلة , وهي موجهة للأهل اكثر منها للبنات
ولأن هذه المرحلة فاصلة في حياة العديد من البنات وهن أرق من النسيم فيها وأقبل للنصح
ولأني كنت أحب جدا وأنا صغيرة خاطرة العلاّمة علي الطنطاوي- وهي كانت بعنوان: يا بنتي- وله مثلها للشباب بعنوان يا ابني
*********************
ابنتي الحبيبة
يا من حلمت بأن ألبسها ذاك الفستان الصغير
ويا من أحلم بأن أزفها لؤلؤة بفستانها الأبيض أتباهى بحسنها وخلقها أمام الناس أجمعين
قد أزمعت أن أوجه لك بعض النصائح تصدر من قلب أم فاسمعي لي واقبلي مني فإني أريد لك الخير...كل الخير لو تعلمين.
***********
لأ يابنتي
إياك وان تلجئي لتشويه معالم الطفولة والجمال في محيَّاك
إياك أن تعبثي بوجهك وشعرك في استباق لمرحلة الشباب
سيكون هناك أوقات تصبغين فيها شعرك حتى تملين وسيكون هناك اوقات في حياتك تضطرين فيها لصبغه في سباق مع قطار العمر الذي يجري لو تعلمين
أما الآن فالصبغة مدمرة لشعرك ملوثة لنضارتك التي منحك الله إياها
أما العبث بحاجبيك فهو كبيرة من الكبائر يا ابنتي يا ابنتي
وعدا عن حرمته وكونه سببا لطرك من جنة رضا رب العالمين فهو تعديل للوحة أبدعها رب العالمين في وجهك
ولو سألتني: و كيف ذاك؟ لقلت لك: حين تزيلين شعر الحاجب سينبت غيره وستتسع خلايا الجلد مكانه بحيث يصبح جلد وجهك في هذا المكان كجلد وجه الرجال حين يحلقون
ولن تكون الصورة أجمل بالتأكيد ...بل إن الكل حولك سيدركون من مجرد النظر أنك عبثت بحاجبيك
ولو كانت لديك لوحة فنية لفنان مشهور ثم أتى أحد الأشخاص ليعدِّل أو يجمِّل في هذه اللوحة لمنعته كي لا يتلفها
فكيف تتلفين صنعة الخالق؟؟!! وأنت تدركين أنه خلقك فسواك وأحسن تصويرك فلا تلتفتي لهمسات الشياطين من الإنس والجن
لا يا ابنتي
لا تكسي وجهك بمختلف الأطلية حال خروجك
ولا بأس عندي لو كان التزين داخل دارك وبين قريناتك
أمّا أن ينتقل معك الأمر للخارج؛ فهو باب لأبليس يوشك أن يفتحه عليك فلا تعرفين كيف تغلقينه
يا ابنتي
كم من طالبة قد درَّستُها في السنوات الخيرة أصبحت تطلي وجهها بمستحضرات التجميل وحين أحاورها تقول لي : أنا لا أستطيع الخروج دون أن أضع الكحل أو العطر
وأتساءل
كم لك يا ابنتي وأنت تعتادين وضع هذه المساحيق بحيث أصبحت لا ترين نفسك طبيعية دونها؟؟!!
لا يا ابنتي
لا يا رعاك الله
فأنت لدي اجمل من تلك التي تلون وجهها وتبعثر شعرها من أول الطريق
ولو كانت تلك ترى نفسها جميلة لما لجأت لمثل هذه الأمور
فهو إما تقليد أعمى
أو نقص ثقة
أو كلاهما
وحتى لو كان السبب في غيرهما لوجدته سببا لا سبب له
وفي انتظار أن أقف معك وقفة أخرى
لك مني كل حبي
الإثنين ديسمبر 10, 2018 11:58 am من طرف احمد خليل الجميل
» شرح كامل لمنهج اللغة العربية
الأربعاء أكتوبر 03, 2018 3:44 pm من طرف احمد خليل الجميل
» كيفية إحياء ليلة النصف من شعبان
السبت مايو 21, 2016 4:17 am من طرف ارتواء نبض
» اليوم العالمي للمرأة
الأربعاء مارس 09, 2016 1:03 am من طرف ارتواء نبض
» همسة إيمانية لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد
الأحد ديسمبر 13, 2015 12:59 pm من طرف ارتواء نبض
» ما حكم ضرب الأطفال
الأحد نوفمبر 22, 2015 5:05 pm من طرف ارتواء نبض
» درس نموذجى
الأربعاء أكتوبر 21, 2015 2:18 pm من طرف سهير عايد رزق
» ورشة عمل كيمياء
الأربعاء أكتوبر 21, 2015 2:14 pm من طرف سهير عايد رزق
» اجتماع موجهىعموم التربية الزراعية
الأربعاء أكتوبر 21, 2015 2:07 pm من طرف سهير عايد رزق