صراع الأجيال .. الصداقة بين الأم والفتاة
أنت من جيل وأنا من جيل لذلك لن تفهميني'
جملة تتردد كثيرًا على ألسنة الفتيات عندما يحتدم النقاش والكلام بين الأم وابنتها, ولا شك أن هناك تصرفات قد تنزعج منها الأم تصدر عن الفتاة مثل:
1 - العناد: فقد ترفض الابنة القيام بعمل ما ولو كان مفيدًا لمجرد المخالفة ولكي تشعر بالاستقلالية والتميز.
2 - الانتقاد: فقد توجه الفتاة النقد اللاذع لأمها فتنتقد ملابسها لأنها لا تناسب [الموضة] والأسلوب الذي تتعامل به مع الآخرين تقليدي وغير ذلك مما يسبب للأم الضيق والحرجأحيانًا.
3 - الخصوصية: فتعيش الفتاة في جو محاط بالخصوصية والأسرار وإن كانت تافهة وتلجأ أحيانًا إلى استفزاز أمها بتصرفات غريبة، وتتهم الأم بالتطفل إذا حاولت التدخل في خصوصياتها.1
4 - التعاون: فقد ترفض الفتاة مشاركة الأم في أعباء المنزل وفي المقابل تضيع أوقاتًا طويلة في الكلام في الهاتف أو مشاهدة بعض البرامج أو قراءة المجلات وهذا بالطبع يزعج الأم.
5 - العصبية: إن مما يزعج الأم العصبية الزائدة في ابنتها والمشاحنات مع إخوانها وخصوصًا الذكور لاسيما أن الأم تهتم دائمًا بتأكيد الصلات بين الأخوات في الأسرة.
هذه الأمور والاختلاف في طريقة التفكير قد تجعل هناك مسافة وهوة بين الأم والابنة وخصوصًا إذا كان رد فعل الأم كما في المواقف التالية:
إذا لم تذاكر الفتاة تقول الأم: 'عندما كنت في سنك كنت آكل ثم أذاكر وكانت حياتي المذاكرة'
إذا ردت الفتاة على الأم تقول الأم: 'عندما كنت في سنك كنت أسمع كلام ماما ولا أرد عليها'
إذا نقصت الفتاة في الدرجات تقول الأم: 'عندما كنت في سنك كنت أنجح في المدرسة بتفوق شديد'
إن هذه العبارات على العكس تسيء أكثر مما تنفع فيهدف المراهق بكل قوة إلى حماية نفسه ضد هذا الحوار ويقول: 'أنت من جيل وأنا من جيل '
لأن هذه المقارنة دائمًا تحمل معنى الدونية والنقد ويعتبرها المراهق معايرة صريحة له، وخصوصًا أنه لا يتصور فكرة أن الآباء والأمهات كانوا صغارً في يوم من الأيام في مثل سنه.
وقد نجد في مجال علم النفس تفسيرًا لفكرة صراع الأجيال, فقد جاء في كتاب التحليل النفسي للمراهقة للدكتور عبد الغني الديدي ما يلي: 'لعل ما يميز مرحلة المراهقة على الصعيد الاجتماعي ما يُعرف بصراع الأجيال، ونعني به التنافر فالمراهق لا ينظر إلى الأمور بالعين التي ينظر بها الأهل: أذواقه في الملبس والمأكل والمشرب قد تصدم أذواق الكبار، وطريقته في التفكير وفي الحكم على الأمور كثيرًا استغراب الأهل ودهشتهم وحتى استنكارهم أحيانًا'
وقد أشارت بعض الدراسات إلى أن العديد من الصراعات التي سجلت بين المراهقين ووالديهم تعود أسبابها إلى الرغبة في الاستقلالية وعدم التبعية للكبار والتحرر والسعي نحو الشخصية المستقلة والسؤال هنا ما مجالات التعارض بين الأهل والمراهق؟
مجالات التعارض:
-1 هناك تعارض بين حاجات الأهل وحاجات المراهق: فالأهل لهم نمطهم في المعيشة وأذواقهم وروتينهم وللمراهق روتينه وأذواقه وحاجاته ثم إن الأهل قد يشعرون بالإحباط إزاء طلبات أولادهم المتزايدة.
-2 اختيار الرفاق ومرافق التسلية: فالأهل يريدون التدخل في اختيار الولد لرفاقه يشجعونه أحيانًا على اختيار من لا يرغب في صحبتهم ويطلبون منه الابتعاد عمن يرتاح إليهم.
في جميع الأحوال ينبغي احترام شخصية المراهق لأنه شديد النرجسية شديد الحساسية لكل ما يسيء إلى اعتباره لذاته أو لمعنوياته, ولعل المراقبة غير المباشرة والتلميح الذكي والقدوة الحسنة وملء الفراغ بالنشاطات الدراسية والترفيهية السليمة وإشباع الحاجات بالشكل المتسامي خير من الوعظ المستمر الذي لا يجدي.
أما إذا انعدمت الثقة بين المراهق وبين المربين وانسدت سبل الحوار والتفاهم خاصة في البيئات المتسلطة أو الفوضوية فإن النتيجة ستكون وخيمة وسوف يعمد المراهق عندئذ إلى تأكيد ذاته بالشكل السلبي أو المرضي!!
صراع أم تفاعل؟
الواقع أن العلاقة بين الأجيال هي علاقة تفاعل وليست علاقة صراع حيث إن الأهل والأبناء الأصل أنهم لا يكنون لبعضهم إلا المحبة والاحترام وهذا هو شرعنا الرائع يقول يوسف أسعد في كتابه [رعاية المراهق]:
'ذلك أن التصارع ربما يعني المقاومة التي لا تنتهي إلى حدوث تفاعل؟ أو الوصول إلى محصلة نهائية أما التفاعل فإنه يعني بالضرورة حدوث تداخل واندماج بين الطرفين المتفاعلين، بحيث ينتهي هذا التفاعل إلى نتيجة جديدة ومحصلة عام'
'ولا شك أن الأسرة المتماسكة هي المؤهلة لرعاية مطالب المراهق النفسية والاجتماعية، وهي الجديرة بحدوث تفاعل بينها وبينه .. بحيث تبزغ شخصية المراهق لا كنسخة من شخصيات الكبار، أو كنسخة من الإخوة والأخوات الكبار، بل تبزغ كنتيجة للتفاعل بين أفكار وقيم واتجاهات الكبار، وبين أفكار وقيم واتجاهات المراهقين'
أسباب الصراع
لا يفوتنا قبل أن نختم هذا الموضوع أن نذكر بعض الأسباب والعوامل التي قد تؤدي إلى ما يسمى بمشكلة الصراع بين الأسرة والأبناء ومن أبرزها:
-1 المبالغة في التدليل: عندما لا يجد المراهق نفس القدر من الاهتمام خارج المنزل فسوف تتحول مواقفه إلى مواقف عدوانية أو يتحول إلى سلوك انسحابي أو انطوائي.
-2 المبالغة في السيطرة والضغط: وهو أسلوب لا يتيح للمراهق فرصة التفكير المستقل، وسيكون رد الفعل قويًا من الأبناء أو يتحول رد الفعل إلى خضوع واستكانة.
3 - النبذ والإهمال: وهو أخطر عوامل الصراع وقد يكون صريحًا كالكراهية أو ضمنيًا كالإهمال وعدم الاهتمام بالمراهق.
-4 اختلاف الأجيال: فقد يكون هناك خلاف وتغير في المفاهيم وهنا يأخذ الأهل طريقين: إما التساهل حتى لا يظهروا بمظهر المتخلف أمام الأبناء أو يتمسكوا بقوة بكل ما لديهم من معايير.
تطور الوالدين:
يجب ألا يقف الآباء والأمهات عند تاريخهم السابق وزمانهم، بل يجب أن يطوروا أنفسهم بما يتلاءم مع الزمن الحالي الذي يعيش فيه المراهق، إن تطور الوالدين سوف يعكس ما هو أفضل وأنسب للمراهقين خاصة فيما يرتبط بالأفكار والممارسات العقلية بدلاً من تلك الأفكار المرتبطة بالعقود السابقة. كما يمنع هذا التطور الصراعات غير الضرورية القائمة بين الآباء والمراهقين أو السلوك المختفي للمراهق والذي قد يؤدي إلى الشعور بالذنب، إنه لا يمكن أن تتطور علاقة الصداقة والتفاهم والثقة بين المراهقين ووالديهم، إذا عاش الوالدان وفقًا لأفكار لا يستطيع المراهقون فهمها أو قبولها, وفي النهاية أقول للأم والفتاة كونا صديقتين ولا تكونا نسختين لأصل واحد.
أنت من جيل وأنا من جيل لذلك لن تفهميني'
جملة تتردد كثيرًا على ألسنة الفتيات عندما يحتدم النقاش والكلام بين الأم وابنتها, ولا شك أن هناك تصرفات قد تنزعج منها الأم تصدر عن الفتاة مثل:
1 - العناد: فقد ترفض الابنة القيام بعمل ما ولو كان مفيدًا لمجرد المخالفة ولكي تشعر بالاستقلالية والتميز.
2 - الانتقاد: فقد توجه الفتاة النقد اللاذع لأمها فتنتقد ملابسها لأنها لا تناسب [الموضة] والأسلوب الذي تتعامل به مع الآخرين تقليدي وغير ذلك مما يسبب للأم الضيق والحرجأحيانًا.
3 - الخصوصية: فتعيش الفتاة في جو محاط بالخصوصية والأسرار وإن كانت تافهة وتلجأ أحيانًا إلى استفزاز أمها بتصرفات غريبة، وتتهم الأم بالتطفل إذا حاولت التدخل في خصوصياتها.1
4 - التعاون: فقد ترفض الفتاة مشاركة الأم في أعباء المنزل وفي المقابل تضيع أوقاتًا طويلة في الكلام في الهاتف أو مشاهدة بعض البرامج أو قراءة المجلات وهذا بالطبع يزعج الأم.
5 - العصبية: إن مما يزعج الأم العصبية الزائدة في ابنتها والمشاحنات مع إخوانها وخصوصًا الذكور لاسيما أن الأم تهتم دائمًا بتأكيد الصلات بين الأخوات في الأسرة.
هذه الأمور والاختلاف في طريقة التفكير قد تجعل هناك مسافة وهوة بين الأم والابنة وخصوصًا إذا كان رد فعل الأم كما في المواقف التالية:
إذا لم تذاكر الفتاة تقول الأم: 'عندما كنت في سنك كنت آكل ثم أذاكر وكانت حياتي المذاكرة'
إذا ردت الفتاة على الأم تقول الأم: 'عندما كنت في سنك كنت أسمع كلام ماما ولا أرد عليها'
إذا نقصت الفتاة في الدرجات تقول الأم: 'عندما كنت في سنك كنت أنجح في المدرسة بتفوق شديد'
إن هذه العبارات على العكس تسيء أكثر مما تنفع فيهدف المراهق بكل قوة إلى حماية نفسه ضد هذا الحوار ويقول: 'أنت من جيل وأنا من جيل '
لأن هذه المقارنة دائمًا تحمل معنى الدونية والنقد ويعتبرها المراهق معايرة صريحة له، وخصوصًا أنه لا يتصور فكرة أن الآباء والأمهات كانوا صغارً في يوم من الأيام في مثل سنه.
وقد نجد في مجال علم النفس تفسيرًا لفكرة صراع الأجيال, فقد جاء في كتاب التحليل النفسي للمراهقة للدكتور عبد الغني الديدي ما يلي: 'لعل ما يميز مرحلة المراهقة على الصعيد الاجتماعي ما يُعرف بصراع الأجيال، ونعني به التنافر فالمراهق لا ينظر إلى الأمور بالعين التي ينظر بها الأهل: أذواقه في الملبس والمأكل والمشرب قد تصدم أذواق الكبار، وطريقته في التفكير وفي الحكم على الأمور كثيرًا استغراب الأهل ودهشتهم وحتى استنكارهم أحيانًا'
وقد أشارت بعض الدراسات إلى أن العديد من الصراعات التي سجلت بين المراهقين ووالديهم تعود أسبابها إلى الرغبة في الاستقلالية وعدم التبعية للكبار والتحرر والسعي نحو الشخصية المستقلة والسؤال هنا ما مجالات التعارض بين الأهل والمراهق؟
مجالات التعارض:
-1 هناك تعارض بين حاجات الأهل وحاجات المراهق: فالأهل لهم نمطهم في المعيشة وأذواقهم وروتينهم وللمراهق روتينه وأذواقه وحاجاته ثم إن الأهل قد يشعرون بالإحباط إزاء طلبات أولادهم المتزايدة.
-2 اختيار الرفاق ومرافق التسلية: فالأهل يريدون التدخل في اختيار الولد لرفاقه يشجعونه أحيانًا على اختيار من لا يرغب في صحبتهم ويطلبون منه الابتعاد عمن يرتاح إليهم.
في جميع الأحوال ينبغي احترام شخصية المراهق لأنه شديد النرجسية شديد الحساسية لكل ما يسيء إلى اعتباره لذاته أو لمعنوياته, ولعل المراقبة غير المباشرة والتلميح الذكي والقدوة الحسنة وملء الفراغ بالنشاطات الدراسية والترفيهية السليمة وإشباع الحاجات بالشكل المتسامي خير من الوعظ المستمر الذي لا يجدي.
أما إذا انعدمت الثقة بين المراهق وبين المربين وانسدت سبل الحوار والتفاهم خاصة في البيئات المتسلطة أو الفوضوية فإن النتيجة ستكون وخيمة وسوف يعمد المراهق عندئذ إلى تأكيد ذاته بالشكل السلبي أو المرضي!!
صراع أم تفاعل؟
الواقع أن العلاقة بين الأجيال هي علاقة تفاعل وليست علاقة صراع حيث إن الأهل والأبناء الأصل أنهم لا يكنون لبعضهم إلا المحبة والاحترام وهذا هو شرعنا الرائع يقول يوسف أسعد في كتابه [رعاية المراهق]:
'ذلك أن التصارع ربما يعني المقاومة التي لا تنتهي إلى حدوث تفاعل؟ أو الوصول إلى محصلة نهائية أما التفاعل فإنه يعني بالضرورة حدوث تداخل واندماج بين الطرفين المتفاعلين، بحيث ينتهي هذا التفاعل إلى نتيجة جديدة ومحصلة عام'
'ولا شك أن الأسرة المتماسكة هي المؤهلة لرعاية مطالب المراهق النفسية والاجتماعية، وهي الجديرة بحدوث تفاعل بينها وبينه .. بحيث تبزغ شخصية المراهق لا كنسخة من شخصيات الكبار، أو كنسخة من الإخوة والأخوات الكبار، بل تبزغ كنتيجة للتفاعل بين أفكار وقيم واتجاهات الكبار، وبين أفكار وقيم واتجاهات المراهقين'
أسباب الصراع
لا يفوتنا قبل أن نختم هذا الموضوع أن نذكر بعض الأسباب والعوامل التي قد تؤدي إلى ما يسمى بمشكلة الصراع بين الأسرة والأبناء ومن أبرزها:
-1 المبالغة في التدليل: عندما لا يجد المراهق نفس القدر من الاهتمام خارج المنزل فسوف تتحول مواقفه إلى مواقف عدوانية أو يتحول إلى سلوك انسحابي أو انطوائي.
-2 المبالغة في السيطرة والضغط: وهو أسلوب لا يتيح للمراهق فرصة التفكير المستقل، وسيكون رد الفعل قويًا من الأبناء أو يتحول رد الفعل إلى خضوع واستكانة.
3 - النبذ والإهمال: وهو أخطر عوامل الصراع وقد يكون صريحًا كالكراهية أو ضمنيًا كالإهمال وعدم الاهتمام بالمراهق.
-4 اختلاف الأجيال: فقد يكون هناك خلاف وتغير في المفاهيم وهنا يأخذ الأهل طريقين: إما التساهل حتى لا يظهروا بمظهر المتخلف أمام الأبناء أو يتمسكوا بقوة بكل ما لديهم من معايير.
تطور الوالدين:
يجب ألا يقف الآباء والأمهات عند تاريخهم السابق وزمانهم، بل يجب أن يطوروا أنفسهم بما يتلاءم مع الزمن الحالي الذي يعيش فيه المراهق، إن تطور الوالدين سوف يعكس ما هو أفضل وأنسب للمراهقين خاصة فيما يرتبط بالأفكار والممارسات العقلية بدلاً من تلك الأفكار المرتبطة بالعقود السابقة. كما يمنع هذا التطور الصراعات غير الضرورية القائمة بين الآباء والمراهقين أو السلوك المختفي للمراهق والذي قد يؤدي إلى الشعور بالذنب، إنه لا يمكن أن تتطور علاقة الصداقة والتفاهم والثقة بين المراهقين ووالديهم، إذا عاش الوالدان وفقًا لأفكار لا يستطيع المراهقون فهمها أو قبولها, وفي النهاية أقول للأم والفتاة كونا صديقتين ولا تكونا نسختين لأصل واحد.
الإثنين ديسمبر 10, 2018 11:58 am من طرف احمد خليل الجميل
» شرح كامل لمنهج اللغة العربية
الأربعاء أكتوبر 03, 2018 3:44 pm من طرف احمد خليل الجميل
» كيفية إحياء ليلة النصف من شعبان
السبت مايو 21, 2016 4:17 am من طرف ارتواء نبض
» اليوم العالمي للمرأة
الأربعاء مارس 09, 2016 1:03 am من طرف ارتواء نبض
» همسة إيمانية لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد
الأحد ديسمبر 13, 2015 12:59 pm من طرف ارتواء نبض
» ما حكم ضرب الأطفال
الأحد نوفمبر 22, 2015 5:05 pm من طرف ارتواء نبض
» درس نموذجى
الأربعاء أكتوبر 21, 2015 2:18 pm من طرف سهير عايد رزق
» ورشة عمل كيمياء
الأربعاء أكتوبر 21, 2015 2:14 pm من طرف سهير عايد رزق
» اجتماع موجهىعموم التربية الزراعية
الأربعاء أكتوبر 21, 2015 2:07 pm من طرف سهير عايد رزق